تقسيمات درجة الوضوح (الدقة التمييزية) في الصور الفضائية La Résolution

تعرف على أنواع درجة الوضوح في الصور الفضائية: المكانية، الطيفية، والزمنية، ودورها في تحليل صور الأقمار الصناعية.

أنواع درجة الوضوح في الصور الفضائية

تعتبر درجة الوضوح (Resolution) من أبرز المعايير التي تحدد جودة ودقة الصور الفضائية، حيث تلعب دورا محوريا في تفسير وتحليل البيانات المستخلصة من الأقمار الصناعية. وتعكس درجة الوضوح قدرة النظام الاستشعاري (Sensor) على التمييز بين التفاصيل المختلفة في سطح الأرض. وكلما كانت درجة الوضوح أعلى، زادت كمية المعلومات الدقيقة التي يمكن استخلاصها من الصورة، وبالتالي تحسّن أداء التطبيقات التي تعتمد على الصور الفضائية، مثل الزراعة الدقيقة، والتخطيط العمراني، وإدارة الموارد الطبيعية، ومراقبة الكوارث البيئية.

1 - درجة الوضوح المكانية (Résolution spatiale)

تشير درجة الوضوح المكانية إلى أصغر مساحة يمكن للمستشعر الفضائي تسجيلها على سطح الأرض، وتُعرف باسم البكسل (pixel). تتكون الصور الفضائية من ملايين البكسلات التي تشكل فسيفساء رائعة عند تكبير الصورة، وتظهر ككل متكامل عند تصغيرها لتشكيل صورة الغطاء الأرضي كما يتم رصده من القمر الصناعي. كلما زادت درجة الوضوح المكانية، كان من الممكن رؤية التفاصيل بشكل أدق، مما يجعل الصور أكثر فائدة في تحليل ودراسة التضاريس والأهداف المصورة.

2 - درجة الوضوح الطيفية (Résolution spectrale)

تلتقط الصور الفضائية عبر عدة نطاقات طيفية مثل الأشعة المرئية وتحت الحمراء. يُسجل المستشعر الإشعاعات المنعكسة أو المنبعثة من الأهداف المصورة بشكل شدات لونية تتراوح بين 0 و 225 درجة، مما يساعد على تمييز الأهداف المختلفة بناءً على اختلاف استجابتها الطيفية. تمكن هذه الخاصية الإنسان من رؤية الأجسام من خلال أطياف لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، مثل الأشعة تحت الحمراء الحرارية، ما يسمح بتحليل خصائص مثل درجة حرارة الأجسام. كما يمكن من خلال هذه التعددية الطيفية إنتاج الصور الملونة بدمج النطاقات الطيفية مع الألوان الرئيسية (أحمر، أخضر، أزرق)، مما يساعد في تحليل الصور الفضائية بشكل أكثر دقة وفعالية.

3 - درجة الوضوح الزمنية (Résolution temporelle)

تتيح الصور الفضائية القدرة على الرصد المتكرر لمنطقة معينة على فترات زمنية مختلفة. تختلف هذه الفترات حسب القمر الصناعي؛ على سبيل المثال، يعيد القمر الصناعي لاندسات Landsat تصوير الموقع كل 16 يوماً، بينما يقوم القمر الصناعي Sentinel بذلك في 10 أيام، وإذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار توفر قمرين من نفس الفئة فإن درجة الوضوح الزمنية ترتفع إلى 5 أيام فقط.. أما الأقمار المخصصة للأرصاد الجوية، مثل ميتيوسات، فتقوم بتحديث الصور كل نصف ساعة لضمان توفير معلومات مناخية دقيقة وفي الوقت المناسب.

تتميز درجة الوضوح الزمنية بأهميتها الكبيرة في مراقبة التغيرات التي تطرأ على منطقة معينة عبر الزمن، سواء كانت على مدى أيام أو حتى عقود. هذه الخاصية مفيدة في تطبيقات متنوعة مثل رصد التغيرات البيئية، مراقبة المحاصيل الزراعية، ودراسة التوسعات العمرانية وغيرها من التطبيقات المتقدمة في مجال الاستشعار عن بعد.

المصدر: موقع جمال شعوان (2013)

---

تم إعداد هذا المقال بواسطة: جمال شعوان | GeoJamal بالعربية